[size=9] الطفولة
الطفل في مرحلة الطفولة يظهر أكثر التطورات في حياته . ففي خلال السنة الأولى يتطور الطفل في كل شيء . يبدأ الطفل بالاستجابة لبيئته ويتأقلم معها . فهو يحاول أن ينظم ويغير في الوظائف والقدرات الكامنة لديه ليصبح إنسانا صغيرا كاملا . إن الأب أو الأم لا يستطيعان تحديد أهداف لطفلهما كالطول المطلوب أن يصله الطفل والوزن الذي يجب أن يزنه والقدرات التي يجب أن تكون لديه . فهذه الأمور فردية يتميز بها كل فرد عن غيره . فعلى الآباء أن لا يهتموا بهذه ، وان كان الطفل لا يمتلك الصفات المطلوبة ، فان هذا الشعور المقلق قد يؤثر على عواطف الطفل مما يجعله مفرط الحساسية . يجب على الآباء ان يشعروا بارتياح وأن يمنحوا الطفل العطف والاهتمام لكي يستطيع هذا الطفل أن يحقق الحد المثالي من التطور .
.1 مرحلة الطفولة المبكرة :
إن الطفل ينام معظم ساعات النهار عدا تلك التي يتناول فيها الطعام . إن معظم تصرفات الطفل هي ردود أفعال : كأن يمص شفتيه عندما يشعر بالجوع، وكأن يقبض على إصبع أمه عندما تضعه في كفه . ليس من المألوف أن يعبر الطفل عن مشاعره، ولكنه يبتسم أحيانا عن غير وعي .
2. من شهر إلى شهرين :
ينمو الطفل سريعا يوما بعد يوم . عندما يكون مستلقيا على معدته، يرفع رأسه بزاوية مقدارها 45 ْ، ويحرك رأسه يمينا ويسارا، وعندما يكون مستلقيا على ظهره فإنه يركز بصره على شيء ويحدق فيه . وفي هذه الحالة، فإن الألعاب مثل : الخشخيشة أو الساعة المنبهة تكون منبه للطفل في هذه المرحلة . ومعظم الأطفال الطبيعيين يقبضون أيديهم بقوة أثناء النوم، وأحيانا يمصون أصابعهم بغير وعي أثناء النوم أيضا، وبعضهم يضعون كل أصابعهم داخل فمهم، ولكن الطفل غالبا ما يمص إبهامه، وعندما يشعر الطفل بالجوع فإنه ينهال بالبكاء . أحيانا قد تلاحظ الطفل يحدق باتجاه واحد باستمرار وهذا يتعلق بوضع الطفل . وحتى تُبقي رأس الطفل بشكل جيد، يجب أن تحركي رأسه أو تغيري وضع الطفل كاملا .
3. من شهرين إلى تسعة أشهر :
1) شهرين بعد الولادة :
تتميز هذه المرحلة بأن الطفل يبدأ بالضحك، وهذا يجعل الأم تفرح كثيرا . وتزداد العلاقة بين الأم وطفلها حنينا . ويصبح الطفل أكثر سعادة ويستقر عاطفيا تجاه الآخرين . يبقى الطفل مستيقظا ساعات أطول وينام خلال الليل .
2) ثلاثة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بإظهار طبيعته الاجتماعية البدائية ويحاول أن يعبر عن نفسه بالركل والمصافحة والابتسام أو عمل الفقاعات كرد فعل لتحركات الأم . وفي هذه المرحلة تبدأ الشخصية الفردية بالظهور، وتختفي الأفعال الانعكاسية البدائية، وتزداد القدرة الإرادية لديه . إن ردة الفعل المسماة ( بردة فعل الرقبة ) تكون قد استبدلت بتناسق الحركة بين الأيدي والأعين . بمعنى أن الطفل يحاول ملامسة كل ما يراه . إنها العملية الوسيطة لعملية أخرى وهي لعب الطفل بألعابه في فترة لاحقة . إن أي شيء متحرك ويصدر أصواتا، يمكن أن يكون خيارا جيدا للعبة الطفل . يستطيع الطفل أن يبقي رأسه في موضع واحد ولفترة قصيرة، ويستطيع أن يرضع وينظر حوله في ذات الوقت، أي أنه يستطيع أن يرضع وينظر إلى من حوله في نفس الوقت . إن عمل الطفل للفقاعات بواسطة فمه، لهو تعبير عن سعادته وإحساسه بالنجاح، بينما تصبح الأساس لتطور اللغة عنده . يبدو أحيانا على الطفل أنه يلعب بصوته ويستعمله كأداة تحكم بعواطفه وكأداة لتعلم أساسيات اللغة ( التكلم ) .
الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى العناية المستمرة من الأهل إذا كانت طريقة تربية الطفل من قبل الآباء أو من قبل البيئة المحيطة به غير متناسقة وثابتة، فإن الطفل سينشأ لديه عدم القدرة على تنظيم عاداته . وهذا لا يعني أن على الآباء أن يتبعوا قواعد أو بروتوكولات محددة في التربية، وإنما يجب عليهم أن لا يغيروا من النمط الروتيني في تعاملهم مع الطفل خاصة عند إطعامه أو اللعب معه أو حتى عند وضعه للنوم . قد تلاحظين على الطفل الذي يشعر بالملل أنه يبكي، لذا حاولي أن تقصي عليه قصة بصوت منخفض، أو استلقي قربه وربتي على ظهره برقة . وفي الوقت ذاته، قد تكونين أنت نفسك بحاجة إلى الراحة . إذا كان الطفل يعلب فلا تزعجيه واتركيه لوهلة حتى يفرغ .
3) أربعة أشهر بعد الولادة :
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتصرف والأكل والنوم بطريقته الخاصة وينام ساعات أطول خلال الليل ويبقى مستيقظا ساعات أكثر خلال النهار، ويستطيع أن يمد الطفل يده ليتناول ما يريد، كما يستطيع أن يبقي رأسه في وضع ثابت ويدعم الجزء الأعلى من جسمه بواسطة كلتا يديه عندما يكون مستلقيا على بطنه . إن عضلات الرقبة والظهر تقوى، ولذا يستطيع أن يجلس لوهلة قصيرة إذا كان ظهره وكلتا يديه مسندتان . عندما يرفع الطفل نفسه بصورة عمودية فإنه يمد ارجله محاولا الوقوف . وفي هذه المرحلة يكون وزنه قد تضاعف عن وزنه عند الولادة، وأفضل وضعيه للطفل في هذه المرحلة هو وضعه مستلقيا على ظهره، وهذه الوضعية أفضل للطفل حيث انه يستطيع اللعب . ومعظم الأحيان يلعب الطفل بجسمه، كأن يلعب بيده ويضعها في فمه .
وعندما يرى طعامه، يحاول أن يضعه في فمه . معظم الأطفال في هذا السن يحاولون التجريب والاكتشاف وذلك بوضع الأشياء في أفواههم، ومن خلال الإحساسات المتعددة التي يحس بها الطفل، يستطيع أن يفرق الأشياء عن بعضها . يكون نظر الطفل في هذه المرحلة ما يزال ضعيفا ولكنه سرعان ما يعرف أبوه وأمه ويستطيع أن يربطهما ببعض، إذا كان الطفل حساسا للصوت، قد يبدي اهتمامه بـ ( خرخشة الورق ) والأصوات المنبعثة من الخشخشة وتكّات الساعة . قد يحتفظ الطفل بذاكرته لحدث معين لبضعة ثوان، يمكنك أن تقرئي له حتى تنمي القدرات التربوية لديه، وأيضا فهي فرصة تسمح للطفل بالتعرف عليك أكثر .
4) خمسة أشهر بعد الولادة :
سرعة اكتساب الوزن تقل ولكن النشاط والتغيرات الاجتماعية تكون متميزة، وفي هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يجلس مسندا ظهره إلى كرسي ويستطيع أن ينقلب على ظهره أو بطنه بحرية ويستطيع أن يسند الجزء العلوي من جسمه ويديه ورجليه إلى الأعلى ( بصورة أعلى من المرحلة السابقة ) .
والملاحظ أن تناسق بين حركة الأيدي والأعين تكون أكثر وضوحا ويستطيع أن يمد يده بكل حرية لتناول غرض ما ليرفعه أو يمسكه . الإستجابة السمعية تتطور ويستطيع الطفل أن يحرك رأسه باتجاه مصدر الصوت، كذلك فإنه يبدي تعبيراته بوضوح كأن يبدي تعابير تجاه ما يحبه وما لا يحبه، فهو يفرح عندما يرى قارورة الرضاعة عندما يكون جائعا ويبكي عندما تنزع منه اللعبة التي بيده . يحاول الطفل جذب انتباه الأم إما بالصراخ أو بعمل الفقاعات عندما تكون الأم جالسة تتحدث مع ضيفتها فإذا كان تجاهل الأم مقصودا، فإن الطفل سيبكي بشدة فترة .
تستطيع الأم أن تعمل على تنمية عواطف الطفل بالاستماع إلى الموسيقى الجميلة الهادئة مع الطفل . في هذه المرحلة يكون الفم أداة للتجربة، فيحاول مص أي شيء يقع تحت يده، لذا يجب الحرص من أن يقع في متناول يده الأشياء المؤذية والخطرة، حتى وإن كان الطفل يلعب لوحده، فيجب مراقبته باستمرار . يجب أن تكون ملابس الطفل مريحة حتى يستطيع الحركة . إن استعمال ( المريلة ) يمنع وصول البلل إلى ملابس الطفل . في هذه المرحلة يمكن أن يبدأ الآباء بتدريب أطفالهم على اكتساب اللغة . ويمكن إتباع النصائح التالية :
يمكن حث الطفل على محاولة التحدث وذلك بتعزيز هذا السلوك وجعله أمرا ممتعا . وهذا يعطي فرصة للطفل كي يصدر الأصوات ويكررها ويسمح كذلك بتحفيز مهاراته السمعية . والإيماءات التي تصدر عن الطفل أمور مفيدة كذلك . إن قدرة الطفل التي له بنقل معلومة لأخرى عن طريق خبرته المستمرة بالحواس مثل : الاستماع والرؤية والشعور واللمس . وهذه أمور ستكون أساسا للتفكير الرمزي . يفشل الطفل مرارا وهذا أمر طبيعي فلا تدفعيه أو تلوميه لهذا، بدلا من ذلك أعطه تشجيعا حارا بغض النظر عن هذه المحاولة . وبالتالي يصبح الطفل أكثر ثقة بنفسه وبنفس الوقت يشعر بحنان أمه . إذا فضل الطفل أن يلعب لوحده، فليفعل ما يشاء ولكن عليك أن تراقبيه عن بعد .
يتبع بموضوع آخر انشالله[/size]